جمال الهاشمي
إن ما دعاني إلى كتابة هذه الكلمات، هو قلقي الكبير و ترقبي المتوجس لخبر سيكون حزينا لا قدر الله، و هو وفاة عالم من طينة الدكتور المهدي المنجرة، و لكن الأكثر إحزانا في القصة سيكون طريقة إعلان الخبر، من طرف الإعلام الوطني الذي يكاد لا يكون له من الوطنية إلا الاسم، ذلك أنها عادة هذا الإعلام السقيم في أن يعلن وفاة العظماء من العلماء الأصلاء الفضلاء في ما لا يتعدى الدقيقة و ربما عشر ثوان، و ما مثال الاقتصادي الكبير إدريس بنعلي عنا ببعيد. ليسدل الستار بكل وقاحة وخسة على مسار أناس يعتبرون من ورثة الأنبياء، لما كلفهم به الله تعالى من أمانة العلم و تبليغه.
إن تواجد هرم من طينة "البروفيسور" المهدي المنجرة بيننا و هو عالم المستقبليات و أستاذ الأجيال المتقدمة في الدول العظمى علميا و تكنولوجيا من قبيل بريطانيا و اليابان، لهي فرصة سانحة للاستفادة من علم و موسوعية هذا العالم الكبير، ولكن أين إعلامنا من ذلك؟؟
لقد كرس هذا الإعلام المستفز لشعور و حس المغاربة الأصلاء عمله لإبراز التافهين من الشباب الضائع وسط أمواج الأهواء و الأغاني الساقطة البعيدة كل البعد عن الفن الراقي الذي من شأنه أن يرقى بحس الشعوب، و الذي لم يعد له مكان في إعلامنا، بالاضافة إلى تخصيص حيز يعد بالساعات للمسلسلات " الحامضة" و التي لا تخدم في شيء مجتمعنا المتخلخل و المتخم بالمشاكل، لا بل المساهمة في استحماره و تضبيعه، و قل ماشئت من "حيونته" و "تكليخه".
كل ما في إعلامنا علاوة على الأخبار " البايتة" و البرامج الموجهة هو إما " الشطيح أو الطبيخ" باستثناء نقط ضوء خافتة جدا ،حتى نكون منصفين، التي قد يمثلها برنامج هنا أو هناك و الذي قد يطرح بعض قضايا المجتمع التي تهمه و قد تفيده.
فما هذا الاستهتار بالعقول و الاستفزاز للحس؟؟
لقد سئمنا من صور أولئك الشباب التافهين من أولاد و بنات و هم يتمايلون كما المخنثين والشياطين في نشاز موسيقي يزعج الطباع السليمة و الأذواق الراقية، و لقد سئمنا أطباق شميشة و أخواتها و إخوانها و التي لا تنتهي، في الوقت الذي عزت فيه الخضر و الفواكه دون الحديث عن اللحم و السمك، حتى على الطبقة المتوسطة المتآكلة.
لقد سئمنا تلك المسلسلات التي لا تنتهي إلا لتبدأ، والمدبلجة بوقاحة ظاهرة باتت تهدد أطفالنا بثقافة عرجاء معوجة و مدمرة لقيمنا التي لم يعد لنا من الثروة غيرها.
أليس من حقنا أن نرى في إعلامنا الذي يمول من جيوبنا وضرائبنا، ما يسعدنا و يؤملنا في غد أفضل؟ لما لا نرى برنامجا يستعرض حياة عالمنا الكبير المهدي المنجرة قبل أن يتوفاه الله، ليكون مدرسة نتلقى فيها جميعا على يديه التفوق في العلم و الإبداع في العمل و النجاح في الحياة، يخبرنا عن حقائق الامور في الماضي حتى نستفيد من أخطائنا، و يرشدنا عالمنا ورائد علم المستقبليات، إلى وصفات علمية تخرجنا من ورطاتنا المتأزمة بناء على حسابات و مناهج علمية واضحة، تنير لنا طريق المستقبل بدل الاعتماد على تخريفات و أهواء أصحاب السياسة الخاضعة غالبا للمصالح الضيقة.
وددت لو ينبري الشباب الذين يريدون الخير لهذا الوطن لتكريم هذا لعالم، و لعل من أوجه تكريمه المفيدة و التي لا تقف عند الشكل المهرجاني، هو في تخصيص برنامج خاص يبث على كل قنواتنا و التي نملك في الحقيقة حق التصرف الكامل فيها، فيعرف هذا البرنامج بمسار هذه الشخصية العلمية الفذة و يحاول ما أمكن استخراج الذرر العلمية التي بداخل هذا الانسان قبل أن تخبو و تختفي معه إلى الأبد.
إنها مسؤوليتنا جمييييعا.
تحية تقدير و إجلال إلى كل علمائنا الافذاذ الأحرار الصادقين، تحية حب ووفاء و احترام إليهم جميعا وفي مقدمتهم عالم المستقبليات المغربي و العالمي الأستاذ الدكتور المهدي المنجرة حفظه الله.
الخميس، 28 نوفمبر 2013
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
معلومات جديدة ومتنوعة
القرفة هي شجرة صغيرة تنتمي إلى عائلة Lauracea. شجرة القرفة هي أصلية في سريلانكا وتزرع الآن في العديد من البلدان الاستوائية، بما في ذلك المكسيك. يتم حصاد القرفة من اللحاء الداخلي للأشجار التى تم تجفيفه وبعد ذلك تتم معالجة القرفة الى عيدان (وتسمى الريشات) وايضا الى مسحوق ناعم . هناك أربعة أنواع رئيسية من القرفة منها كاسيا وأشهرها السيلان وتعتبر هى أكثر تكلفة وهو حلوة المذاق لها طعم حاد ورائحة عطرية شهية، بينما كاسيا هى أقل تكلفة ولونها قاتم وهى المتوفرة بكثرة فى الاسواق. لحاء القرفة هي واحدة من أقدم وأشهر التوابل في العالم. يتم استخدامه في المطابخ في جميع أنحاء العالم، وهي الأكثر أهمية وتعتبر من “التوابل الحلوة.” في الشرق الأوسط، ويتم استخدامه في الدجاج الذيذ وأطباق الضأن. وهي تستخدم أيضا كمادة منكهة للحبوب، والأطباق القائمة على الخبز، والفواكه في الولايات المتحدة. بغض النظر عن كونها من التوابل الشعبية، القرفة منذ فترة طويلة تستخدم أيضا في الطب الآسيوي التقليدي لتحفيز الدورة الدموية والجهاز التنفسي وكذلك للمساعدة على الهضم. تعد القرفة مصدرا للمنغنيز والحديد والكالسيوم والالياف وتحتوي على مواد مضادة للاكسدة مثل cinnamaldehyde الذي له خصائص مضادة لتلاصق الصفيحيات وتشكل الجلطات في البدن.
ops
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق